عليسة

Didon

عليسة (839ق م – 759ق م)

عُرفت « عليسة » بعدة أسماء بحسب الحضارة التي تكلمت عنها: في الانيادة سميت « ديدو » وترجمت إلى العربية كـ « ديدون« ، وديدو ذو أصول فينيقية تعني « الرحالة« . كما سميت بـ »أليسا » التي يعتقد انها كلمة فينيقية مشتقة من كلمة « اليشات« . وعُرفت بدمج الإسمين: « اليسار ديدون » أي « الرحالة ديدون« . كما تسمى « اليسار » بالثقافة اللبنانية .

عِلِّيسَة هي ابنة ملك صور بفينيقيا (لبنان حاليا) عُرِفت بذكائها الكبيرونباهتها. بعد وفاة والدها الملك، طمع أخوها بيغماليون بثروة زوجها الطائلة ورغب بالحكم مكان أخته فدبَّر لقتلها. الا أنها هربت منه وأبحرت مع أوفيائها حاملة معها كنوزها باتجاه احدى المستوطنات الفينيقية طلبا للأمان. وبعد رحلة بحرية طويلة، أرست السفن على ساحل شمال أفريقيا في تونس الحالية. مكثت في المنطقة لمدة من الزمن مما مكنها من ربط علاقات صداقة مع الحكام و المواطنين و فُتنت بروعة المكان وقررت سنة 814 ق م إنشاء مدينة سمتها قرطاج أو « قَرْتْ حَدَشْتْ » (أي المدينة الجديدة).

تقول الأسطورة أن عليسة فاوضت حاكم البلاد البربري لشراء رقعة أرض تبني عليها مدينتها ولو كانت مساحتها لا تتجاوز مساحة جلد ثور فقبل الملك ذلك ورحب بها أيما ترحاب، إلا أن الأميرة تحايلت من أجل توسيعها وكانت تضمر خطة ذكية ستمكنها من بلوغ غايتها وتأسيس واحدة من أشهر المدن عبر التاريخ. قامت عليسة بقص جلد الثور إلى أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف حتى الآن بهضبة « بيرصا » وهي تعني بلغة السكان الأصليين « جلد ثور« . وكانت تلك نقطة الانطلاق لبناء حضارة رفيعة ومتطورة قائمة على الملاحة والتجارة بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه.

ولا شكّ في أنّ موقع هذه المدينة كان إستراتيجيا وقد تضاعفت أهميته باتّخاذه مستوطنة للقادمين الجدد على خلاف المرافئ التي سبق أن أسسها الفينيقيون على السواحل المتوسطية ومنها أوتيكا القريبة من قرطاج. وللاستفادة من تطور المدينة طلب ملك البربر الزواج من عليسة، ولما كانت الأميرة عازمة على البقاء وفية لذكرى زوجها وخوفا من أن يجلب رفضها دمارا للمدينة آثرت الانتحار محافظة بذلك في الوقت نفسه على عهدها لزوجها وعلى المدينة التي أسستها.

Voir également

الحبيب بورقيبة – Habib Bourguiba

  هو الرجل الذي أطلقت عليه ألقاب شتى، فهو « المجاهد الأكبر » وهو أيضا « صانع الأمة »، هو «…