توحيدة بن الشيخ
توحيدة بن الشيخ : جوهرة نفيسة من بين الجواهر التونسية.
توحيدة بن الشيخ، أول طبيبة في تونس وفي المغرب العربي.
هي من مواليد سنة 1909، في مدينة رأس الجبل بولاية بنزرت، وتوفيت بتونس العاصمة يوم 6 ديسمبر 2010 وهي تونسية الجنسية.
نشأت في عائلة ميسورة، إذ كان والدها مالكا عقاريا وكانت أمها تنتمي لعائلة ثرية ومعروفة.
تحصلت توحيدة على الشهادة الابتدائية سنة 1922 ثم أتمت دراستها الثانوية بامتياز، وكانت بذلك أول تلميذة تونسية مسلمة تحرز على شهادة الباكالوريا وذلك سنة 1928.
ثم التحقت بكلية الطب بباريس لتتخرج منها سنة 1936 وناقشت رسالتها للدكتوراه سنة 1937 لتكون بذلك أول طبيبة تونسية وأول طبيبة تونسية وعربية متخصصة في طب النساء والتوليد.
احتكت توحيدة بالأوساط الثقافية والعلمية الفرنسية وتعرفت على خيرة المثقفين والباحثين مما ساهم في اكسابها الخبرة اللازمة لمزاولة مهنة الطب.
بعد عودتها إلى تونس افتتحت لها عيادة خاصة وكانت مقصدا خاصة لضعاف الحال لحرصها على اسداء خدمات وعيادات مجانية لهم.
وبعد الاستقلال، تولت الدكتورة توحيدة بالشيخ عديد المناصب أهمها:
- إدارة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة من سنة 1955 إلى سنة 1964.
- عضو في عمادة الأطباء التونسيين سنة 1958.
- أنشأت قسما خاصا بالتنظيم العائلي سنة 1963.
- رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس.
- مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي سنة 1970.
- تقاعدت توحيدة بالشيخ عن العمل سنة 1977 واتجهت نحو العمل التضامني والإنساني.
وهي كذلك مناضلة بامتياز، ففي فترة الخمسينات، انخرطت ضمن جمعيات الإغاثة وصورت الأوضاع المزرية التي تعيشها الأسرة في ظل الإستعمار الفرنسي وقاومت رفقة مجموعة من النقابيين والحقوقيين عمليات الدهم والإغتصاب والتشريد والقتل التي قام بها المحتل ضد شعب يرزح تحت وطأة الأمية والفقر والخصاصة.
زيادة لريادتها على المستوى الأكاديمي فقد برهنت أيضا أن المرأة قادرة على خوض معارك توعوية، من شأنها أن تحل بعض الإشكاليات الإجتماعية والإنسانية مثل ظاهرة الزواج المبكر، تعليم المرأة، التنظيم العائلي وتحديد النسل…
وكانت توحيدة لسان الدفاع عن المستضعفين واستماتت من أجل حفظ كرامة المرأة العربية المسلمة وإعلاء صوتها والدفاع عن حقوقها داخل مجتمع ذكوري بامتياز. وبرزت من خلال كتاباتها ومنشوراتها الفكرية اللامعة ومشاركاتها الفعالة في المؤتمرات والتظاهرات داخل وخارج حدود الوطن.
وفي هذا الإطار أشرفت توحيدة بن الشيخ على:
- أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية سنة 1937 بعنوان « ليلى »،
- وأسست جمعية القماطة التونسية للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة سنة 1950،
- ونشطت في الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي،
- وساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني التونسية،
- كما شغلت عديد المناصب أهمها : منصب نائب رئيس الهلال الأحمر التونسي.
وتكريما لنضالاتها واعترافا لما قدمته من اسهامات طبية وفكرية وبمكانتها في سبيل النهوض بالمرأة التونسية والعربية طرح البنك المركزي التونسي بداية 2020 ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير تحمل صورتها واسمها وبدأ تداولها بالتوازي مع الاوراق والقطع النقدية الموجودة حاليا، كما أسس كذلك مجموعة من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها » جمعية توحيدة بالشيخ للسند الطبي ».
توفيت توحيدة بالشيخ في 06 ديسمبر 2010 عن عمر يناهز 101 سنة.
PLUS D'ARTICLES DANS LA MÊME CATÉGORIE:
الحبيب بورقيبة – Habib Bourguiba
هو الرجل الذي أطلقت عليه ألقاب شتى، فهو « المجاهد الأكبر » وهو أيضا « صانع الأمة »، هو «…